المراهنة على فروق الأسعار 

ما هي المراهنة على فروقات الأسعار (spread Betting)؟ 

المراهنة على فروق الأسعار هي نوع من المضاربة على حركة أسعار الأصول المالية، دون أن تمتلك تلك الأصول فعلياً. يقوم الوسيط بتحديد “فارق سعري” مكون من سعرين: سعر العرض (للشراء) وسعر الطلب (للبيع). يراهن المستثمر على ما إذا كان السعر الحقيقي للأصل سيتجاوز سعر الطلب أم ينخفض عن سعر العرض. 

الفكرة الأساسية: أنت تضارب على اتجاه السعر، وليس على ملكية الأصل. 

فارق مهم: 

تختلف المراهنة على فروق الأسعار عن تداول فروق الأسعار (Spread Trading)، الذي يشمل فتح مراكز تعويضية في أصلين ماليين أو أكثر للاستفادة من تغيرات الفارق بين أسعارهما. 

*المراكز التعويضية، تعني فتح صفقة معاكسة لصفقة موجودة لديك، وذلك بهدف التحوط ومحاولة تقليل المخاطر الإجمالية لصفقتك من خلال موازنة صفقة بأخرى.  

آلية عمل المراهنة على فروق الأسعار 

إليك أبرز المفاهيم الأساسية عند فتح وإغلاق الرهان: 

عند بدء رهان الفروقات، سترى دائماً سعرين: سعر الشراء (Bid) وسعر البيع  (Ask)  

لكن ما الفرق بين الشراء والبيع في مراهنة الفروقات؟ 

  • الشراء(Long) : هو رهان على ارتفاع قيمة السوق. 
  • البيع(Short) : هو رهان على انخفاض قيمة السوق. 

هذا يتيح لك الاستفادة من كلا اتجاهي السوق، صعوداً وهبوطاً. ببساطة تختار “شراء السوق” إذا كنت تتوقع ارتفاع السعر، أو “بيع السوق” إذا كنت تتوقع انخفاض السعر. 

مثال: 

توقعت انخفاض سعر الذهب؟ يمكنك فتح رهان “بيع” لربح من هذا الانخفاض. ربحك أو خسارتك هنا يتوقف على مدى صحة توقعك، إذا نزل السعر، ستربح. وإن صعد، ستخسر. 

لإغلاق الرهان: 

ما عليك سوى اتخاذ الاتجاه المعاكس لصفقتك الأولية. فإذا بدأت بـ “الشراء”، تُغلق الصفقة بـ”البيع”، والعكس صحيح. 

ما هو “حجم الرهان” في مراهنة الفروقات؟ 

في مراهنة الفروقات، “حجم الرهان” هو المبلغ الذي تخصصه لكل وحدة تحرك في سعر الأصل الأساسي (تسمى “نقطة”). يمكنك تحديد هذا المبلغ، طالما أنه لا يقل عن الحد الأدنى المحدد للسوق. 

حساب الربح أو الخسارة: 

يُحدد ربحك أو خسارتك بضرب الفرق بين سعر فتح الصفقة وسعر إغلاقها (عدد النقاط التي تحركها السعر لصالحك أو ضدك) في قيمة رهانك لكل نقطة. 

ما هي هذه النقاط؟ 

“النقطة” هي وحدة قياس لتغير سعر السوق. تختلف قيمتها المالية (مثلاً، جنيه إسترليني، بنس، أو جزء من البنس) بناءً على سيولة وتقلب السوق الذي تتداوله. ستجد قيمة النقطة للسوق الذي اخترته في “تذكرة الصفقة” الخاصة بك. 

مثال: 

لنفترض أنك فتحت رهاناً بقيمة 2 جنيه إسترليني لكل نقطة على مؤشر فوتسي 100(FTSE 100): 

إذا صعد المؤشر 60 نقطة (لصالحك)، فربحك  

= 120 جنيه إسترليني (2×60). 

إذا هبط المؤشر 60 نقطة (ضدك)، فخسارتك: 

= 120 جنيه إسترليني. 

لمعرفة المزيد عن النقاط تفضل بزيارة مدونة نقدي

السبريد أو الفارق السعري: التكلفة الخفية للتداول 

الفارق السعري  (Spread)ببساطة هو الفرق بين سعري الشراء والبيع لأي أصل مالي في السوق. يُعرف هذان السعران أيضاً بـسعر الطلب (Ask) وسعر العرض (Bid).  

كيف يعمل: 

هذا الفارق يُمثل تكلفة التداول الرئيسية. لذا، عندما تفتح صفقة، ستدفع دائماً سعراً أعلى بقليل من سعر السوق عند الشراء، وستحصل على سعر أقل بقليل من سعر السوق عند البيع. 

مثال 

إذا كان مؤشرFTSE 100  يتداول عند 5885.5 

 مع فارق سعري نقطة واحدة: 

  • سعر العرض (الذي تبيع به) سيكون 5885. 
  • سعر الطلب (الذي تشتري به) سيكون 5886. 

لمعرفة المزيد عن السبريد تفضل بزيارة مدونة نقدي

ما الذي يميز المراهنة على فروق الأسعار؟ 

تقدم المراهنة على فروق الأسعار العديد من المزايا للمتداولين: 

  • الاستفادة من كلا الاتجاهين (الشراء والبيع): 

يمكنك المراهنة على ارتفاع الأسعار أو انخفاضها بنفس السهولة. على عكس تداول الأسهم الفعلي الذي يُصعب البيع على المكشوف (Short-Selling)، تُسهل المراهنة على الفروقات هذه العملية لتصبح مماثلة للشراء. 

  • لا توجد عمولات منفصلة: 

مصدر ربح شركات المراهنة هو الفارق السعري (السبريد). لا توجد عمولات إضافية مخفية، مما يُسهّل عليك إدارة تكاليف التداول وتحديد حجم مراكزك بدقة. 

  • إعفاءات ضريبية محتملة: 

في بعض البلدان، قد تُعامل أرباح المراهنة على الفروقات كـ”مكاسب قمار” لا تخضع لضرائب أرباح رأس المال أو الدخل. 

*ملاحظة هامة: احتفظ بسجلات تداولك واستشر مستشارك الضريبي دائماً قبل تقديم إقراراتك الضريبية لضمان الامتثال للقوانين المحلية. 

سجل الآن للحصول على حساب تجريبي خالٍ من المخاطر أو افتح حساب تداول حقيقي

المراهنة على فروق الأسعار Vs عقود الفروقات  (CFDs)  

تتيح لك كل من المراهنة على فروق الأسعار وعقود الفروقات (CFDs) المضاربة على تحركات الأسعار دون امتلاك الأصل. عقود الفروقات هي اتفاقيات بينك وبين الوسيط لتبادل الفرق بين سعر فتح الصفقة وسعر إغلاقها. وهي قابلة للتداول رغم عدم وجود تسليم مادي للأصول، حيث أن العقد نفسه له قيمة قابلة للتداول. بينما عقود الفروقات لا تملك تواريخ انتهاء صلاحية محددة مسبقاً، فإن رهانات الفروقات غالباً ما تفعل. 

إليك أبرز الفروقات بينهما: 

الميزة المراهنة على فروق الأسعار  (Spread Betting) عقود الفروقات  (CFDs)  
جوهر العقد رهان على حركة السعر. اتفاق لتبادل فرق السعر عند الفسخ.  
تاريخ الصلاحية غالباً ما تكون محددة عند الفتح. لا توجد تواريخ انتهاء صلاحية ثابتة.  
رسوم التداول لا عمولات منفصلة (الربح من الفارق). تتضمن عمولات ورسوم معاملات.  
حساب الأرباح (نقاط الحركة × حجم الرهان لكل نقطة). (فرق السعر × حجم الصفقة) – الرسوم.  
توزيعات الأرباح تخضع لتوزيعات الأرباح (في المراكز الطويلة). تخضع لتوزيعات الأرباح (في المراكز الطويلة). 
المعاملة الضريبية غالباً ما تكون معفاة من الضرائب (في بعض المناطق). تخضع لضريبة أرباح رأس المال.  

لمعرفة المزيد عن عقود الفروقات تفضل بزيارة مدونة نقدي

ماذا يعني الهامش والرافعة المالية في المراهنة على فروق الأسعار؟ 

الهامش هو المبلغ المالي الذي تودعه في حسابك كضمان لفتح والحفاظ على صفقة تداول تستخدم الرافعة المالية. يعد استخدام الرافعة المالية أمراً أساسياً في مراهنات الفروقات، لأنها تمكنك من التحكم بقيمة استثمارية أكبر بكثير بإيداع رأس مال صغير. حيث وسعت نطاق الفرص المتاحة للمتداولين الأفراد، مما يُمكنهم من المشاركة في صفقات كانت في السابق حكراً على المؤسسات الكبيرة. 

كيف تعمل الرافعة المالية في مراهنات الفروقات: 

تتيح لك الرافعة المالية (أو التداول بالهامش) فتح مراكز كبيرة بمبلغ إيداع قليل جداً من القيمة الإجمالية.  

مثال: 

لنفترض أنك راهنت بـ 10 جنيه إسترليني لكل نقطة على زوج اليورو/الجنيه الإسترليني بسعر 0.8560 

هذه الصفقة تعادل قيمة تداول قدرها 85,600 جنيه إسترليني.  

بفضل الرافعة المالية، لن تحتاج إلى دفع هذا المبلغ كاملاً، قد يكون 2850 جنيه إسترليني فقط في حسابك كافياً لإجراء الصفقة. 

كيف يعمل الهامش في مراهنات الفروقات: 

تخيل أنك تريد فتح صفقة بقيمة 10,000جنيه إسترليني في سوق يتطلب هامش 20% (أي رافعة مالية 5:1).  

أنت تحتاج فقط إلى 2000 جنيه إسترليني في حسابك لتنفيذ هذه الصفقة. 

حساب الأرباح والخسائر: 

يتم احتساب ربحك أو خسارتك بناءً على القيمة الإجمالية للمركز (10,000جنيه إسترليني)، وليس فقط على الهامش الذي أودعته. هذا يعني أن عائدك سيتضاعف خمس مرات. 

في حال الربح: 

لو ارتفعت قيمة مركزك إلى 11,000جنيه إسترليني، فربحك هو 1000جنيه إسترليني. بالنسبة لإيداعك الأولي 2000 جنيه إسترليني، هذا يمثل عائداً بنسبة 50%، وهو أعلى بكثير من عائد 10% الذي كنت ستحققه لو اضطررت لدفع كامل الـ 10,000جنيه إسترليني مقدماً ولم تستخدم الرافعة المالية. 

تذكر: 

على الرغم من أن الرافعة المالية يمكن أن تضخم أرباحك، إلا أنها تضخم خسائرك بنفس القدر، لأن الحساب يتم على أساس القيمة الإجمالية للمركز، وليس فقط على الهامش المودع. لذا، من الضروري دائماً التأكد من وجود هامش كافٍ في حسابك. 

تعرف على المزيد حول الهامش وإدارة مخاطر الرافعة المالية

هل هناك أي مخاطر للمراهنة على فروق الأسعار؟ 

مثل أي تداول، تحمل المراهنة على فروق الأسعار مخاطر يجب على المتداولين فهمها جيداً: 

نداءات الهامش  (Margin Calls)  

المتداولون الذين يسيئون فهم الرافعة المالية قد يتخذون مراكز أكبر من طاقتهم المالية. هذا يعرضهم لـ “نداءات الهامش” التي تتطلب إيداع أموال إضافية فوراً لتجنب إغلاق الصفقة قسراً. 

نصيحة: لا تخاطر بأكثر من 2% من رأس مالك لكل صفقة، وكن دائماً على وعي بالقيمة الإجمالية للمركز الذي تفتحه. 

اتساع الفروقات السعرية  (Wide Spreads) 

في أوقات التقلب الشديد في السوق، قد تتسع الفروقات السعرية (السبريد) التي تقدمها شركات المراهنة على الفروقات. هذا يمكن أن يُفعل أوامر إيقاف الخسارة مبكراً ويزيد من تكلفة التداول. 

تحذير: تجنب وضع أوامر التداول قبل الأحداث الاقتصادية الهامة أو تقارير أرباح الشركات مباشرة، حيث تزداد التقلبات وتتسع الفروقات في هذه الأوقات بشكل كبير. 

كيفية إدارة مخاطر المراهنة على فروق الأسعار 

إدارة المخاطر الفعالة ضرورية لنجاح تداول المراهنة على فروق الأسعار. يتضمن ذلك تحديد المخاطر المحتملة لكل صفقة، ثم وضع خطة واضحة للحد من هذه المخاطر. 

أداة الحماية: أمر إيقاف الخسارة (Stop-Loss Order) 

أمر إيقاف الخسارة هو وسيلتك الأساسية للتحكم في الخسائر. عند استخدامه، فإنك تُعطي تعليمات للوسيط بإغلاق صفقتك تلقائياً إذا وصل السعر إلى نقطة معينة ضدك. هذا يضمن تحديد حد أقصى للخسارة المحتملة من أي صفقة معينة، مما يحمي رأس مالك. 

ختاماً، المراهنة على فروق الأسعار هي بلا شك أداة تداول قوية، تحمل في طياتها فرصاً كبيرة بقدر ما تحمل من مخاطر. التداول الذكي ليس مجرد اختيار الأداة، بل يتطلب فهماً عميقاً ودقيقاً. وتطبيق استراتيجيات إدارة مخاطر صارمة. 

توجه نحو نقدي لمعرفة المزيد عن الأسواق المالية من خلال أدواتها التعليمية المتنوعة. 

مقالة ذات صلة