ما هو الاستثمار، ولماذا هو مهم، وكيف يمكنك البدء؟ 

إذا كنت جديداً في عالم الاستثمار، فمن الطبيعي أن تشعر ببعض التردد بشأن نقطة البداية. قد ينبع ذلك من خشيتك ارتكاب الأخطاء، أو عدم معرفتك من أين تبدأ، أو حتى اعتقادك الخاطئ بأن الاستثمار حكر على الأثرياء أو الخبراء الماليين. لكن، إليك حقيقة مهمة يجب أن تدركها: إن عدم الاستثمار هو بحد ذاته مخاطرة، خاصة في مواجهة التضخم وفرص النمو المتاحة. 

امتلاك حساب توفير وحده ليس كافياً! 

في جوهره، يعني الاستثمار ببساطة تخصيص أموالك في أصول متنوعة – كالأسهم والسندات وصناديق الاستثمار – مع توقع زيادة قيمتها بمرور الوقت. فبدلاً من الاحتفاظ بأموالك في حساب توفير ذي فائدة منخفضة، حيث تكون أسعار الفائدة ضئيلة لدرجة لا تواكب التضخم، يتيح لك الاستثمار تحقيق عوائد محتملة أعلى بكثير لتحقيق أهدافك طويلة الأجل. سواء كان هدفك هو التقاعد براحة، أو بناء ثروة، أو ببساطة مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة، فإن الاستثمار يمكّن أموالك من النمو بكفاءة أكبر على المدى الطويل. 

تزداد فرص تحقيق الاستثمارات لعوائد جيدة كلما طالت فترة نموها. لذا، يجب أن تنظر إلى الاستثمار كالتزام طويل الأمد، وأن تستهدف استثمار أموالك لمدة لا تقل عن خمس سنوات. 

عندما تشتري أسهماً، فإنك تشتري جزءاً صغيراً في شركة. إذا كان أداء الشركة جيداً، فستحقق ربحاً. أما إذا كان أداؤها سيئاً، فقد لا ينمو استثمارك، وقد تخسر جزءاً من المبلغ الذي استثمرته. وتتأثر أسعار الأسهم بعوامل أخرى مثل العرض والطلب، وأسعار الفائدة، والاقتصاد ككل. 

ما مقدار المخاطرة الذي يجب تحمله؟ 

يختلف الأشخاص في مدى تقبلهم للمخاطرة. أول ما يجب فهمه هو أنه لا يوجد استثمار خالٍ تماماً من المخاطر. أنت تستثمر أموالك في شيء تعتقد أن قيمته سترتفع، ولكن لا توجد ضمانات قاطعة. 

يُعد التضخم أحد أكبر التحديات التي تواجه مدخراتك، وهو الارتفاع المستمر في الأسعار بمرور الوقت. لكن الاستثمار الذكي قد يمكّن أموالك من تجاوز التضخم وزيادة قيمتها الحقيقية. 

ستكون أيضاً عرضة لتقلبات الأسواق، مما يعني أن قيمة استثمارك قد تتأرجح صعوداً وهبوطاً، وقد تحصل على عائد أقل مما استثمرته في بعض الأحيان. كما أن عوائدك المتوقعة قد تتقلب. هذا أمر طبيعي ومتوقع في عالم الاستثمار، حيث تتلازم المخاطر والمكافآت. 

تميل الاستثمارات ذات المخاطر العالية إلى تحقيق عوائد أعلى على المدى الطويل، بينما تميل الاستثمارات ذات المخاطر المنخفضة إلى تحقيق عوائد أقل. 

التنويع يمكن أن يقلل من المخاطر 

يساعد التنويع في تخفيف مخاطر الاستثمار من خلال توزيع استثماراتك على أصول متنوعة يُتوقع أن تتفاعل بشكل مختلف مع ظروف السوق المالية المتغيرة. 

*إذا كنت غير متأكد من مقدار المخاطرة المناسب لك، فقد يكون من المفيد التفكير في الحصول على استشارة استثمارية مخصصة. 

لا تقتصر استشاراتنا الاستثمارية على تحديد مقدار المخاطرة التي تناسبك فحسب، بل تساعدك أيضاً في تحديد الوقت المناسب للاستثمار، والمبلغ الذي يمكنك تحمله.  

تكلفة عدم الاستثمار 

يركز الكثيرون على مخاطر الاستثمار، لكن قليلين هم من يفكرون في مخاطر عدم الاستثمار. أكبر تكلفة خفية هي فرص النمو الضائعة. 

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أنك تحتاج إلى مبلغ كبير للبدء في الاستثمار. الحقيقة هي أنه يمكنك البدء بمبلغ بسيط يتراوح بين 50 و100 يورو شهرياً. العامل الأهم ليس المبلغ الذي تبدأ به، بل الاستمرارية. الاستثمار بانتظام مع مرور الوقت يحدث فرقاً كبيراً. 

أحد الأمور التي يجب مراعاتها هو ما إذا كانت لديك أي ديون قصيرة الأجل ذات فوائد. مثل القروض وبطاقات الائتمان. إذا كان الأمر كذلك، فمن الأفضل عادةً سداد ديونك أولاً قبل البدء بالاستثمار لتحديد المبلغ الفعلي الذي يمكنك ادخاره واستثماره. 

خمسة أمور أساسية يجب تذكرها: 

احسب المبلغ الذي يمكنك ادخاره واستثماره بانتظام. 

ادخر مبلغاً للطوارئ يغطي تكاليف المعيشة لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر قبل البدء في الاستثمار. 

فكر في البدء بمبالغ صغيرة وراقب أداء استثماراتك لتفهم كيف تسير الأمور. 

كن مستعداً لعدم المساس باستثمارك لمدة لا تقل عن 5 سنوات. 

خذ بعين الاعتبار الحصول على نصائح مالية لمساعدتك في تحديد الخيارات المناسبة لك. 

مجمل القول 

تذكر أن الاستثمار ليس حكراً على فئة معينة. وأن عدم الاستثمار هو أيضاً قرار يحمل مخاطره. ابدأ اليوم بمشاريع صغيرة واستعد لرحلة نمو طويلة الأمد. لا تتردد في طلب المشورة من الخبراء لتحديد مسار الاستثمار الأمثل لك. سجل في نقدي للحصول على التوجيه اللازم ولتطوير قدراتك الاستثمارية.