نظرة على اجتماع الفيدرالي الأمريكي

مرة أخرى، نعود إلى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) والضغط الذي تفرضه على الأسواق. ولكن هذه المرة، الوضع مختلف، حيث يتولى دونالد ترامب قيادة البيت الأبيض، ويستمر النزاع القائم بينه وبين الاحتياطي الفيدرالي.

دعونا نلقي نظرة أعمق على هذا الموضوع.

ما هي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)؟

اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هي لجنة ضمن نظام الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) مسؤولة بموجب القانون الأمريكي عن الإشراف على عمليات السوق المفتوحة للولايات المتحدة.

ما هو الاحتياطي الفيدرالي (The Fed)؟

الاحتياطي الفيدرالي، المعروف اختصارًا بـ”الفيدرالي” أو “The Fed”، هو النظام المصرفي المركزي للولايات المتحدة، وهو المسؤول عن توجيه السياسة النقدية الأمريكية من خلال:

إعلانات السياسة الاقتصادية

تحديد أسعار الفائدة ومتطلبات الاحتياطي

هل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هي نفسها الاحتياطي الفيدرالي؟

لا، اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) والاحتياطي الفيدرالي مختلفين.

اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هي فرع من الاحتياطي الفيدرالي مسؤول عن عمليات السوق المفتوحة.

بينما يقوم مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي بتحديد سعر الخصم ومتطلبات الاحتياطي.

أهمية قرارات الاحتياطي الفيدرالي:

تصريحات الاحتياطي الفيدرالي تُعد من أكثر الأحداث المنتظرة في الأسواق المالية، نظرًا لتأثيرها الواسع على الأسواق المالية.

الاحتياطي الفيدرالي والمتداولون:

يراقب المتداولون عن كثب الاحتياطي الفيدرالي ، لأن أي تغييرات طفيفة في السياسة النقدية أو معدلات الفائدة قد تؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسواق.

كيف يتم تداول قرارات الفيدرالي؟

يوفر الفيدرالي بيانات حاسمة تؤثر على الأسواق، مثل قرارات أسعار الفائدة والتوقعات الاقتصادية.

يجب على المتداولين تحليل البيانات الصحفية التي تلي الاجتماعات، حيث غالبًا ما تحتوي على إشارات حول التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية.

تصريحات أعضاء اللجنة الفيدرالية في المؤتمرات والمناسبات العامة قد تؤثر على الأسواق بين الاجتماعات.

التداول قبل وبعد إعلانات اللجنة الفيدرالية يتطلب فهماً عميقًا واستعدادًا دقيقًا، ولكنه يوفر فرصًا مهمة على مدار العام.

من خلال متابعة قرارات الفيدرالي وفهم تأثيرها على الأسواق، يمكن للمتداولين تحديد الفرص والمخاطر بشكل أفضل.

ماذا نتوقع اليوم؟

ينتهي اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يناير 2025 يوم الخميس 28 يناير، الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت الإمارات، يتبعه مؤتمر صحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت الإمارات.

تشير التغيرات الأخيرة في توقعات أسعار الفائدة المستقبلية إلى خفض واحد فقط للفائدة في عام 2025، بعدما كانت التوقعات تشير سابقًا إلى ثلاثة تخفيضات.

من المتوقع أن يُبقي الفيدرالي على سعر الفائدة الحالي دون تغيير ضمن النطاق 4.25% – 4.5% يوم الأربعاء، وفقًا لاستطلاع أجرته “فاكت ست” (FactSet) لأكثر من 90% من الاقتصاديين.

يتوقع معظم الاقتصاديين أن يحتفظ الفيدرالي بسعر الفائدة الحالي في اجتماعه المقبل في 19 مارس، مما يعني أن التخفيض التالي قد لا يحدث قبل اجتماع 7 مايو.

ما المتوقع من الفيدرالي في 2025؟

على الرغم من المخاوف بشأن التضخم، فإن 43 من أصل 49 اقتصاديًا يعتقدون أن رفع الفائدة في 2025 غير مرجح.

بعض الخبراء يشيرون إلى احتمال عودة رفع الفائدة في 2026، وفقًا لاتجاهات التضخم والنمو الاقتصادي.

قد تتخذ اللجنة الفيدرالية نهجًا حذرًا لتجنب مخاطر التضخم المستمرة.

أظهرت التقارير الاقتصادية الأخيرة تحسنًا في معدلات التوظيف وتقدمًا في السيطرة على التضخم، مما دفع صانعي السياسة إلى الإشارة إلى وتيرة أبطأ لخفض الفائدة في 2025.

يتوقع المتداولون احتمالًا بنسبة 25% فقط لخفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في مارس، بينما يتوقع الكثيرون توقفًا مؤقتًا حتى منتصف 2025.

ترامب والاحتياطي الفيدرالي:

صرّح دونالد ترامب علنًا بأنه سيطالب بخفض أسعار الفائدة.

قال ترامب الخميس الماضي: “أنا أفهم أسعار الفائدة أكثرمنهم.

أثناء توليه المنصب سابقًا، هدد ترامب بإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول، لكنه تراجع عن تلك التهديدات مؤخرًا.

تنتهي ولاية باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو 2026، وبعدها يمكن لترامب تعيين بديل له.

تشير تصريحات ترامب الأخيرة إلى أنه قد يستمر في انتقاد سياسات الفيدرالي علنًا، رغم أن الرؤساء السابقين كانوا يتبنون نهجًا أكثر تحفظًا تجاه البنك المركزي.

اعتبارات اقتصادية تواجه الفيدرالي:

يتعين على الفيدرالي تحقيق توازن بين الحفاظ على تكاليف الاقتراض مرتفعة بما يكفي للحد من التضخم، وتجنب رفعها إلى مستويات قد تؤدي إلى ركود اقتصادي.

لا يزال صانعو السياسة متحفظين بشأن التأثيرات الاقتصادية طويلة المدى لكل من التضخم وتعديلات الفائدة.

الأشهر المقبلة قد تكون مضطربة، حيث ستؤثر الضغوط السياسية والاقتصادية على قرارات الفيدرالي.

أخبار قد تؤثر على قرارات الفيدرالي المستقبلية:

المخاوف من التضخم لا تزال قائمة، حيث تشير التوقعات إلى أن التضخم سيظل فوق هدف 2% حتى عام 2027 على الأقل.

تقارير التوظيف القوية والنمو الاقتصادي المستقر تشير إلى أن الفيدرالي قد لا يحتاج إلى خفض الفائدة بشكل متكرر.

سوق العمل لا يزال قويًا، حيث عوّضت مكاسب التوظيف في ديسمبر التباطؤ السابق.

تزايد المخاوف بشأن التعريفات الجمركية، وسياسات الهجرة، والقرارات المالية قد يعيد إشعال الضغوط التضخمية.

تشير البيانات إلى أن 40 من أصل 49 اقتصاديًا يعتقدون أن التضخم مرجح للارتفاع أكثر من الانخفاض في 2025.

تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق كبير، لذا احرص دائمًا على البقاء مطّلعًا واتخاذ قرارات استثمارية تتناسب مع مستوى المخاطرة لديك. يمكنك تجربة التداول أوقات الأخبار بدون مخاطرة بأموالك عن طريق فتح حساب تجريبي من موقعنا